المقالات العلمية

جاري التحميل ...

حضارة واد مزاب بالجزائر ، قصور غرداية السبعة .

    كتب / عبدالنور بوبكر

     حضارة واد مزاب بالجزائر ، قصور غرداية السبعة .

         كتب الصحفي/  عبدالنور بوبكر 
          مكتب الجزائر.


    إن حضارة واد مزاب وآت مزاب، تتجلى في تمسكهم بدينهم، في تمسكهم بأصالتهم وتقاليدهم، في هندستهم المعمارية الأصيلة، لقد بنوا مدنا كاملة فوق جبال وعرة بطريقة رائعة، رغم أنهم لم يكونوا من أصحاب المعدات الضخمة أو الشعوب المتقدمة في ذلك العصر (حوالي 1000 م)، لقد استعملوا الأخشاب والسعف والجريد، ليبنوا قصورا رائعة جميلة لها سحر خاص، لقد بنوا مدن كاملة فوق صخور ضخمة (آت بونور).

    نزح البعض من القبائل من منطقة زاب إلى المغرب مطلع القرن الـ12 م واستقروا في المناطق الشرقية و الجنوب شرقية من المغرب. وأسسوا دولة سميت المرينيون وبعد صولات وجولات مع الموحدين استطاع المرينيون في عهد الأخوين أبو يحي عبد الحق (1244-1258 م) ثم أبو يوسف (1258-1286 م) أن يستولوا على العديد من المدن، مكناس: 1244 م، فاس: 1248م. مع حلول سنة 1269م استطاعوا التخلص من آخر الموحدين في مراكش، وبدؤوا بعدها في تنظيم جيش قوي حتى يمكنهم الاحتفاظ بالمناطق التي انتزعوها. خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى الجزائر (الاستيلاء على وهران ومدينة الجزائر). عرفت الدولة أوجها أثناء عهدي أبو الحسن علي (1331-1351م) ثم أبو عنان فارس (1351-1358م) وازدهرت حركة العمران. استطاع الأخير صد سلاطين عبد الواد والاستيلاء على عاصمتهم تلمسان، ثم واصل في غزواته حتى بلغ تونس واحتلها على حساب الحفصيين.


    لقد وصف مؤلف كتاب : أضواء مزاب (Lumieres du Mzab) وهو مستشرق فرنسي، مزاب بأن له أضواء وسحرا خاصا، حيث قال : لقد ذهبت إلى مزاب في مطلع هذا العام (إحدى سنوات السبعينات)، ثم رجعت إليه في الربيع، ثم ذهبت إليه في الصيف مرتين، إن لمزاب سحرا خاصا يجذبني إليه من أعماق باريس وقال < وإنني أنا كمصور لم أر في بلاد الغرب كلها أجمل من مزاب. (قال هذا في إحدى صفحات كتاب أضواء مزاب)

    لقد حضر في سنوات السبعينات عشرات المصورين التلفزيونيين والمستشرقين من جميع أنحاء العالم، وقبله في القرن التاسع عشر العشرات من المستشرقين، ليتعرفوا على أسرار هذا المجتمع ويتعرفوا على سر بقاءه متحدا مترابطا كأسرة واحدة، وليستوحوا فنونا أكثر من هندسة مزاب الأصيلة التي أقيمت بعفوية الإنسان. 

    مدينةوادي ميزاب(غرداية) من جهة جانبية


    من مظاهر حضارة المزابيين(سكان وادي ميزاب) مدنهم وفنها المعماري، وعدده المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة، باستثناء القصور التاريخية العتيقة، والتي لم يبق منها سوى بعض الآثار.

    و ستجدون صورا لمختلف هذه المدن في صفحة صور وادي ميزاب أو غرداية.

    الملاحظ في مدن وادي ميزاب السبع بأن خمسًا منها وهي : تَجْنِينْتْ، آت بونور، تَغَرْدَايْتْ،آتَمْليشْتْ،آت اِيزْجَنْ، متجاورة من بعضها البعض، ولا تبعد عن بعضها سوى ببضع كيلومترات، وتعرف بالقرى الخمس، أما مدينتي : آت ايبَرْڤـان، تيـڤْرار، فهما بعيدتان عن المدن السبع السابقة، بريان :45 كلم شمالا، والقرارة : 110 كلم شرقا.

    و قد بنيت كل هذه المدن فوق مرتفعات، لأهداف كثيرة، وبهندسة معمارية مميزة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. تتعرف عليها في صفحة : الهندسة المعمارية.

    و في ظروف غير معروفة، حُـرِّفت أسماء هذه المدن إلى أسماء عربية وأعرابية، وما زالت أسباب هذا التحريف محل بحث من طرف الشبكة المزابية.


    1- تَــاجْنِـينْتْ

    تُعد من أقدم القصور السبع، يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض، أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م، تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور، حُرِّف اسمها إلى : العطف.

    2- آتْ بونورْ

    أُنشئت سنة : 457 هـ - 1065 م، واسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي بَنَت وسكنت هذه المدينة قديما، تتميز آت بونور بأنها مبنية فوق ربوة صخرية منيعة جدا، مما شكل لها سورا طبيعيا تقع قرب آت ايزجن، حُــرِّف اسمها إلى : بونورة.

    3- تَـغَــرْدَايْتْ

    أنشِئت سنة 447 هـ - 1053م، وأول من سكنها الشيوخ : بابا وَالجَمَّة، وأبو عيسى بن علوان وبابا سعد، وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالمزابية وهي القطعة المستصلحة من الأرض، والواقعة على حافة الوادي، وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي، وهي أول مدينة تُشاهَد عند القدوم من الشمال، حُــرِّف اسمها إلى : غرداية.

    4- آتْ اِيزْجَنْ

    أُسّست سنة : 720 هـ - 1321 م، واسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة.

    تعتبر آت ايزجن، من عواصم العراقة العلمية والدينية، وهي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم، وتعتبر المدينة المزابية المثالية، ومن أهم مميزاتها، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم، وتقع بعد آت امْليشْتْ.

    5- آت مْلِــيشْــتْ

    أسست عام 756 هـ - 1355م، اسمها نسبة إلى " مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت وآت ايزجن، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاث : تغردايت، آت ايزجن، وآت بونور.

    6 - تِـيــڤْــرَارْ{القرارة}

    أسست سنة : 1040 هـ - 1631م، معنى تسميتها : الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء.

    تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس، وهي على أرض طينية، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية، وتشتهر بواحتها الشاسعة التي يسقيها وادي زڤْـرير.

    7- آت ايبَرْڤـان

    أُنشئت سنة : 1060هـ - 1690 م، وهي خيمة مصنوعة من الوبر، وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم.

    تقع في تقاطع الأودية الثلاثة : بالُّوحْ، السّودان، ووادي نْ سَا





      


    التعليقات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    مدونة مكتبة الكتب التعليمية

    جميع الحقوق محفوظة

    المدونة العربية الجزائرية

    2016